عند الاطلاع على أكبر ملاعب كرة القدم في العالم اليوم، فلن نجد سوى ملعب واحد فقط تزيد سعته عن مائة ألف متفرج، ومع ذلك، نجد أن هناك الكثير من المباريات على مر التاريخ شهدت حضورًا جماهيريًا زاد عن المائة ألف بكثير، لكن كيف؟
السبب بسيط جدًا، وهو أن الجماهير سابقًا كانت تدخل الملاعب بطرق غير منظمة على عكس اليوم، ولم يكن هناك حد مسموح به لعدد الجماهير التي يمكنها دخول الملعب.
اليوم، اختلف الأمر تمامًا، وأصبحت هناك قيود على أعداد الجماهير، ولهذا السبب، وبالرغم من تزايد شعبية كرة القدم حول العالم، إلا اعداد الجماهير التي تحظر المباريات قليلة جدا مقارنة بما سبق، والأرقام القياسية لأكبر الحشود الجماهرية لن يتم تحطيمها في أي وقت قريب.
بعد ان أجبنا على السؤال الأول، دعونا الأن نتعرف واياكم على أكثر المباريات حضورا للجماهير في تاريخ كرة القدم.
11. بولتون واندررز – وست هام يونايتد
- الملعب: ويمبلي
- التاريخ: 28 أبريل 1923
- المسابقة: نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي
- الحضور: 126,047 متفرج
شهد نهائي كاس الاتحاد الإنجليزي 1923 حضورًا جماهيريًا لم يسبق له مثيل في تاريخ كرة القدم حتى ذلك الوقت، وظل الأعلى في التاريخ لما يقرب من العقد والنصف، وكان خلال مباراة جمعت بين بولتون واندررز ووست هام يونايتد.
أقيمت المباراة في 28 أبريل 1923، وكانت أول مباراة على الإطلاق تُقام على ملعب ويمبلي الأصلي حديث البناء، والذي كان آنذاك يتسع لنحو 125 الف متفرج.
المباراة حضرها 126 الف متفرج، وانتهت بفوز بولتون واندررز بهدفين نظيفين عبر كل من ديفيد جاك في الدقيقة 2 وجاك سميث في الدقيقة 53.
10. البرتغال – البرازيل
- الملعب: ملعب دا لوز
- التاريخ: 30 يونيو 1991
- المسابقة: نهائي بطولة العالم للشباب
- الحضور: 127,000 متفرج
أقيمت بطولة العالم للشباب لكرة القدم 1991 في البرتغال بمشاركة 16 منتخبًا، بما في ذلك منتخب البلد المضيف الذي نجح في بلوغ النهائي حيث اصطدم بالمنتخب البرازيلي في مباراة أقيمت على ملعب دا لوز بمدينة لشبونة.
تميزت البطولة بحضور جماهيري كبير جدًا، خاصة خلال مباريات البرتغال التي جذبت حضورًا زاد عن المائة ألف مرتين، المرة الأولى في نصف النهائي (112 الف متفرج)، والمرة الثانية في النهائي (127 الف متفرج).
أحرزت البرتغال لقب النسخة بعد فوزها على البرازيل بضربات الترجيح بنتيجة 4-2، ومن اهم نجوم المنتخبان في تلك المباراة هما البرازيلي روبرتو كارلوس والبرتغالي لويس فيغو.
9. ريال مدريد – آينتراخت فرانكفورت
- الملعب: هامبدن بارك
- التاريخ: 18 مايو 1960
- المسابقة: نهائي كاس أوروبا (دوري أبطال أوروبا)
- الحضور: 127,621 متفرج
جمع نهائي كأس أوروبا (دوري أبطال أوروبا) موسم 1959-60 بين ريال مدريد الاسباني وآينتراخت فرانكفورت، وقد أقيمت المباراة في اسكتلندا على ملعب هامبدن بارك، وهو لا يزال حتى اليوم النهائي الأكثر حضورا للجماهير في تاريخ دوري الأبطال.
حضر المباراة نحو 127 الف متفرج، وشاهدها على شاشات التلفاز حوالي 70 مليون شخص، وهو رقم كبير جدا في ذلك الوقت، واضافة الى العدد الكبير من الجماهير، تميزت تلك المباراة أيضا بعدد كبير من الأهداف.
شهدت المباراة تسجيل 10 اهداف في 90 دقيقة من اللعب، 7 أهداف لصالح ريال مدريد و3 أهداف لصالح آينتراخت فرانكفورت.
اهداف ريال مدريد السبعة جاءت عبر لاعبان فقط، وهما ألفريدو دي ستيفانو بثلاثة أهداف، وفيرينتس بوشكاش بأربعة أهداف، وهذا الأخير لا يزال اللاعب الوحيد الذي سجل أربعة اهداف في نهائي دوري أبطال أوروبا.
8. ايران – أستراليا
- الملعب: آزادي
- التاريخ: 22 نوفمبر 1997
- المسابقة: تصفيات كأس العالم
- الحضور: 128,000 متفرج
في 22 نوفمبر 1997، شهدت مباراة المنتخبان الأسترالي والإيراني على ملعب آزادي، ضمن ذهاب تصفيات كأس العالم 1998 عن آسيا وأوقيانوسيا، أكبر حضور جماهيري في تاريخ تصفيات كاس العالم.
كان ملعب المباراة في ذلك الوقت يتسع لـ 100 الف متفرج، لكن الحضور الجماهيري زاد عن 128 الف متفرج.
المباراة انتهت بتعادل الفريقان بنتيجة 1-1، ونفس الامر تكرر في مباراة الذهاب في أستراليا، لكن هذه المرة بنتيجة 2-2، ليتأهل بذلك المنتخب الإيراني بأفضلية الهدف خارج الأرض.
7. ريال مدريد – إيه سي ميلان
- الملعب: سانتياغو بيرنابيو
- التاريخ: 19 أبريل 1956
- المسابقة: نصف نهائي كاس أوروبا (دوري أبطال أوروبا)
- الحضور: 129,690 متفرج
مباراة أقيمت على ملعب سانتياغو بيرنابيو في 19 أبريل 1956 ضمن مباريات ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 1955-56، وكانت بين صاحب الأرض ريال مدريد الاسباني، وضيفه الإيطالي إيه سي ميلان.
شهدت المباراة حضورًا قياسيا بلغ 129 الف متفرج، وكان ذلك أكبر حضور في تاريخ المسابقة حديثة العهد، وقد انتهت بفوز ريال مدريد بأربعة أهداف لهدفين.
مباراة الإياب أقيمت على ملعب سان سيرو بحضور 30 الف متفرج فقط، وانتهت بفوز الميلان بهدفين لهدف، ليتأهل بذلك ريال مدريد الى النهائي بمجموع 5-4 في المباراتين.
6. ريال مدريد – يوفنتوس
- الملعب: سانتياغو برنابيو
- التاريخ: 21 فبراير 1962
- المسابقة: ربع نهائي كأس أوروبا (دوري أبطال أوروبا)
- الحضور: 130,000 متفرج
مباراة أخرى في دوري الأبطال كان الريال طرفًا فيها، وقد لعبت أيضا على ملعب سانتياغو برنابيو وسط حضور جماهيري بلغ 130 الف متفرج، وهو الأكبر في تاريخ الملعب الأسطوري للنادي الملكي.
المباراة كانت ضمن إياب ربع النهائي، وانتهت بفوز يوفنتوس بهدف نظيف من توقيع الأرجنتيني عمر سيفوري، ليتعادل الفريقان في مجموع المباراتين بنتيجة 1-1.
لُعبت مباراة ثالثة بين الفريقان بعد أسبوع في ملعب محايد (بارك دي برانس)، وانتهت بفوز ريال مدريد بنتيجة 3-1.
5. إيست بنغال – موهون باغان
- الملعب: سالت ليك
- التاريخ: 13 يوليو 1997
- المسابقة: نصف نهائي كأس الاتحاد الهندي
- الحضور: 134,000 متفرج
في 13 يوليو 1997، التقى الغريمان إيست بنغال وموهون باغان في نصف نهائي مسابقة كأس الاتحاد الهندي، وقد أقيمت المباراة على ملعب سالت ليك بحضور 134 الف متفرج، وهو أكبر حضور جماهيري في تاريخ الكرة الآسيوية.
فاز إيست بنغال بالمباراة بنتيجة 4-1، وهي واحدة من أكبر النتائج في تاريخ مواجهات الفريقان في الديربي المعروف إعلاميًا بـ “ديربي كولكاتا”.
بعد شهر واحد من المباراة، تواجه الفريقان مرة أخرى، وهذه المرة في نهائي دوري كلكتا، وقد نجح موهون باغان في الانتقام لخسارته القاسية والفوز على غريمه وتحقيق لقب المسابقة.
4. بنفيكا – بورتو
- الملعب: ملعب دا لوز
- التاريخ: 4 يناير 1987
- المسابقة: الدوري البرتغالي
- الحضور: 135,000 متفرج
مباراة جمعت الغريمان بنفيكا وبورتو في الدوري البرتغالي موسم 1986-87 ضمن مباريات الجولة السادسة عشر، وكانت أمام حشد جماهيري بلغ 135 الف متفرج، وهو أعلى حضور جماهيري في تاريخ الدوريات المحلية على الإطلاق.
المباراة انتهت بفوز بنفيكا بثلاثة أهداف لهدف، وقد جاءت كل أهداف النادي عبر روي أغواس عند الدقيقة 2 و45 و51، في حين أن هدف بورتو الوحيد جاء عبر فيرناندو غوميش عند الدقيقة 15.
من بين جميع المباريات المذكورة في هذه القائمة، كانت هذه الوحيدة التي شهدت مشاركة لاعب عربي، وهو النجم الجزائري رابح ماجر الذي دخل بديلاً عند الدقيقة 45.
3. سلتيك – ليدز يونايتد
- الملعب: هامبدن بارك
- التاريخ: 6 مايو 1970
- المسابقة: نصف نهائي كأس أوروبا (دوري أبطال أوروبا)
- الحضور: 136,505 متفرج
مباراة جمعت بين ليدز يونايتد الإنجليزي وسلتيك الاسكتلندي في ذهاب نصف نهائي كأس أوروبا موسم 1969-70 على ملعب هامبدن بارك وسط حضور قياسي بلغ 135 الف متفرج، وهو الأعلى في تاريخ دوري أبطال أوروبا.
بعد مرور 14 دقيقة، تقدم ليدز في النتيجة عبر بيلي بريمنير بهدف انتهى عليه الشوط الأول، لكن أصحاب الأرض سرعان ما عادو في المباراة بعد انطلاقة الشوط الثاني بهدفين عند الدقيقة 47 و51.
هذه النتيجة أهلت سلتيك الذي كان قاد فاز في مباراة الذهاب بهدف نظيف، ليعبر بذلك الى النهائي مع فاينورد الهولندي (فاز فينورد بهدفين لهدف بعد التمديد لأشواط إضافية)،
2. اسكتلندا – إنجلترا
- الملعب: هامبدن بارك
- التاريخ: 17 أبريل 1937
- المسابقة: بطولة البيت البريطاني
- الحضور: 149,415 متفرج
مباراة أخرى أقيمت على ملعب هامبدن بارك في اسكتلندا، والذي استضاف كما سبق الذكر مباراة سلتيك وليدز يونايتد، وريال مدريد آينتراخت فرانكفورت في نهائي أبطال أوروبا 1960.
هذه المرة كانت مباراة بين منتخبين هما المنتخب الإنجليزي والاسكتلندي في مسابقة البيت البريطاني السنوية التي كانت تجمع بين منتخبات بريطانيا الأربعة (إنجلترا وإسكتلندا وويلز وايرلندا الشمالية).
بلغ عدد الحضور الجماهيري في تلك المباراة 149 الف متفرج، وهو لا يزال الأعلى في تاريخ الكرة الأوروبية، والثاني في تاريخ اللعبة، وقد انتهت بفوز اسكتلندا بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد.
1. البرازيل – الاوروغواي
- الملعب: ماراكانا
- التاريخ: 16 يوليو 1950
- المسابقة: كاس العالم 1950 (المباراة الحاسمة)
- الحضور: 199,854 متفرج
تعتبر مباراة البرازيل والاورغواي في كأس العالم 1950 المباراة الأكثر حضورًا للجماهير في تاريخ كرة القدم، وذلك بحضور بلغ حوالي 200 الف متفرج.
المباراة لُعبت على ملعب الماراكانا بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، وكانت المباراة الحاسمة لتحديد بطل كاس العالم، وانتهت بفوز الاوروغواي بهدفين لهدف في واحدة من أكبر المفاجآت في تاريخ المونديال.
كانت الجماهير البرازيلية واثقة تمامًا من تتويج منتخبها بكاس العالم، وحتى انها أقامت احتفالات صاخبة قبل المباراة، وتمت صناعة 22 ميدالية ذهبية طُبع عليها اسم كل لاعب من لاعبي البرازيل.
استمرت هذه الثقة عند الجماهير حتى الدقائق الأخيرة من المباراة، وتحديدا عند الدقيقة 79 عندما سجل أليسيدس غيغيا هدف الأوروغواي الثاني، ومن هولها على الجماهير البرازيلية، لُقبت المباراة بـ “صدمة الماراكانا”.
